إن ظهور أي جديد غالبا ما يطرح اتجاهه رأيين متناقضين، إما معارض لهذا الجديد ورافض له لعدة اسباب منها الموضوعية ومنها الذاتية، وإما مؤيد له – أو حتى مؤيد حد الانبهار -بما لا يدع مجالا للتشكيك في هذا الجديد سوى لكونه جديد. فهل صحيح أن كل جديد هو بالضرورة حل سحري للمشكلات التي تسبقه؟ وهل كل جديد بالضرورة معاد لما هو قديم؟
لو حاولنا الاجابة عن التساؤلين السابقين، سيكون الجواب كالآتي:
1-صحيح أن كل ماهو جديد يحمل بالضرورة جزء من حل المشكلات التي تسبقه، لكونه يحاول الدخول من منافذ كانت مغلقة في غيابه، وهو ما يرتكز عليه الاعلام الجديد، الذي اكتسب شهرته لكونه فتح آفاق جديدة للنقاش وطرح الآراء، بطريقة خلاقة وعملية، وتمنح الجميع فرصة المشاركة في تبادل ونشر المعلومات.
2-كل ما هو جديد معاد لما هو قديم عند فئتين لا ثالث لهما، الأولى التي تخاف من الجديد في حد ذاته، وترفض أن يتغير الوضع القائم، لأن في ذلك مساس بالنمط العام للحياة، وفئة ثانية ترفض الجديد لكونه يشكل خطرا على مكانتها وسلطتها ويضعف من قوة تأثيرها، والرافضون للإعلام الجديد هم غالبا من الفئة الثانية.
مما سبق يبدو أن لكل جديد مؤيدين ومعارضين، وهو ما ينسحب على الإعلام الجديد أيضا، لكن ما أود أن أناقشه هو لماذا دوما أو غالبا ما يوضع الإعلام الجديد في محل مواجهة مع الإعلام التقليدي؟ ولماذا الافتراض بأن الإعلام الجديد سيقضي على الإعلام التقليدي؟
بعبارة أخرى، الأغلبية – حسب ما لاحظت فقط -تعتقد دوما بوجود عدواة ما بين الجديد والقديم، ولو أن الواقع يقول غير ذلك، فالإعلام الجديد وإن كان يحمل في طياته أساليب اتصالية جديدة ، سمحت للكثيرين بولوج عالم مفتوح على الآراء والأفكار بمختلف أشكالها ، وألغى إلى حد ما بعض القيود التي كانت مفروضة على الصحافة التقليدية، إلا أنه لم يكن بالضرورة معاديا للإعلام التقليدي أو مهددا لمكانته، فالمعروف أنه رغم تعدد الوسائل الإتصالية وكثرة الاكتشافات لم تلغ أي وسيلة وسيلة أخرى بل كل أداة ظلت محافظة على خصوصيتها وجمهورها، فالراديو لم يلغ الصحافة المكتوبة، والتلفزيون لم يلغ الراديو، وأعتقد أيضا أن أدوات الإعلام الجديد لن تشكل تهديدا على وسائل الإعلام التقليدية.
إن العلاقة بين الإعلام الجديد والتقليدي، تتجاوز علاقة التضاد والتنافر لتصل إلى علاقة التكامل والتداخل، فالصحف باتت تعتمد على أدوات الإعلام الجديد في نقل الأخبار، وكذاك القنوات التلفزيونية، وعلى الجانب الآخر لا يمكن إنكار أن وسائل الإعلام الجديد تعتمد في كثير من الأحيان على ما يتم بثه ونشره من خلال قنوات الإعلام التقليدي.
خلاصة القول لابد أن يتفق أصحاب الإعلام الجديد والتقليدي على وجود علاقة صحية تجمع بين الوسيلتين، خصوصا في الوطن العربي، إذ يبدو لي أن جزء لا بأس به من النجاح الذي حققه الإعلام الجديد راجع إلى بعض الحصص التلفزيونية التي تناولت هذا الموضوع، و الإعلام التقليدي أيضا استفاد بشكل كبير مما يتم تداوله عبر المدونات والشبكات الاجتماعية، لذا وجب تصحيح النظرة القائلة بأن الإعلام الجديد سيهزم الإعلام التقليدي لأن الأصح هو أن العلاقة بينها تكاملية أكثر منها تنافسية.
1-صحيح أن كل ماهو جديد يحمل بالضرورة جزء من حل المشكلات التي تسبقه، لكونه يحاول الدخول من منافذ كانت مغلقة في غيابه، وهو ما يرتكز عليه الاعلام الجديد، الذي اكتسب شهرته لكونه فتح آفاق جديدة للنقاش وطرح الآراء، بطريقة خلاقة وعملية، وتمنح الجميع فرصة المشاركة في تبادل ونشر المعلومات.
2-كل ما هو جديد معاد لما هو قديم عند فئتين لا ثالث لهما، الأولى التي تخاف من الجديد في حد ذاته، وترفض أن يتغير الوضع القائم، لأن في ذلك مساس بالنمط العام للحياة، وفئة ثانية ترفض الجديد لكونه يشكل خطرا على مكانتها وسلطتها ويضعف من قوة تأثيرها، والرافضون للإعلام الجديد هم غالبا من الفئة الثانية.
مما سبق يبدو أن لكل جديد مؤيدين ومعارضين، وهو ما ينسحب على الإعلام الجديد أيضا، لكن ما أود أن أناقشه هو لماذا دوما أو غالبا ما يوضع الإعلام الجديد في محل مواجهة مع الإعلام التقليدي؟ ولماذا الافتراض بأن الإعلام الجديد سيقضي على الإعلام التقليدي؟
بعبارة أخرى، الأغلبية – حسب ما لاحظت فقط -تعتقد دوما بوجود عدواة ما بين الجديد والقديم، ولو أن الواقع يقول غير ذلك، فالإعلام الجديد وإن كان يحمل في طياته أساليب اتصالية جديدة ، سمحت للكثيرين بولوج عالم مفتوح على الآراء والأفكار بمختلف أشكالها ، وألغى إلى حد ما بعض القيود التي كانت مفروضة على الصحافة التقليدية، إلا أنه لم يكن بالضرورة معاديا للإعلام التقليدي أو مهددا لمكانته، فالمعروف أنه رغم تعدد الوسائل الإتصالية وكثرة الاكتشافات لم تلغ أي وسيلة وسيلة أخرى بل كل أداة ظلت محافظة على خصوصيتها وجمهورها، فالراديو لم يلغ الصحافة المكتوبة، والتلفزيون لم يلغ الراديو، وأعتقد أيضا أن أدوات الإعلام الجديد لن تشكل تهديدا على وسائل الإعلام التقليدية.
إن العلاقة بين الإعلام الجديد والتقليدي، تتجاوز علاقة التضاد والتنافر لتصل إلى علاقة التكامل والتداخل، فالصحف باتت تعتمد على أدوات الإعلام الجديد في نقل الأخبار، وكذاك القنوات التلفزيونية، وعلى الجانب الآخر لا يمكن إنكار أن وسائل الإعلام الجديد تعتمد في كثير من الأحيان على ما يتم بثه ونشره من خلال قنوات الإعلام التقليدي.
خلاصة القول لابد أن يتفق أصحاب الإعلام الجديد والتقليدي على وجود علاقة صحية تجمع بين الوسيلتين، خصوصا في الوطن العربي، إذ يبدو لي أن جزء لا بأس به من النجاح الذي حققه الإعلام الجديد راجع إلى بعض الحصص التلفزيونية التي تناولت هذا الموضوع، و الإعلام التقليدي أيضا استفاد بشكل كبير مما يتم تداوله عبر المدونات والشبكات الاجتماعية، لذا وجب تصحيح النظرة القائلة بأن الإعلام الجديد سيهزم الإعلام التقليدي لأن الأصح هو أن العلاقة بينها تكاملية أكثر منها تنافسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق